فصل: الصفة الرابعة عشرة: العلو

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تعليق مختصر على كتاب لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد **


 الصفة الرابعة عشرة‏:‏ ‏"‏العلو‏"‏

العلو من صفات الله الثابتة له بالكتاب والسنة، وإجماع السلف‏.‏

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ‏}‏ ‏[‏سورة البقرة، الآية‏:‏ 255‏.‏‏]‏‏.‏

وكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول في صلاته في السجود‏:‏ ‏(‏سبحان ربي الأعلى‏)‏‏.‏ رواه مسلم من حديث حذيفة ‏[‏‏"‏صحيح مسلم‏"‏، كتاب صلاة المسافرين ‏(‏772‏)‏‏.‏‏]‏‏.‏

وأجمع السلف على إثبات العلو لله، فيجب إثباته له من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل، وهو علو حقيقي يليق بالله‏.‏

وينقسم إلى قسمين‏:‏

علو صفة بمعنى أن صفاته تعالى عليا ليس فيها نقص بوجه من الوجوه ودليله ما سبق‏.‏

وعلو ذات بمعنى أن ذاته تعالى فوق جميع مخلوقاته ودليله مع ما سبق‏:‏

قوله تعالى‏:‏ ‏{‏أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاء‏}‏‏[‏ سورة الملك، الآية‏:‏ 16‏.‏‏]‏‏.‏

وقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏:‏ ‏(‏ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏‏.‏ الحديث رواه أبو داود ‏[‏رواه أبو داود، كتاب الطب ‏(‏3892‏)‏، وأحمد ‏(‏6/20‏)‏، وضعفه الألباني‏.‏‏]‏ وفيه زيادة بن محمد، قال البخاري‏:‏ منكر الحديث‏.‏

وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ للجارية‏:‏ ‏(‏أين الله‏؟‏‏)‏ قالت‏:‏ في السماء‏.‏ قال‏:‏ ‏(‏أعتقها فإنها مؤمنة‏)‏‏.‏ رواه مسلم في قصة معاوية بن الحكم ‏[‏صحيح مسلم، كتاب المساجد ‏(‏537‏)‏‏.‏‏]‏‏.‏

وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لحصين بن عبيد الخزاعي والد عمران بن حصين‏:‏ ‏(‏اترك الستة، واعبد الذي في السماء‏)‏ هذا هو اللفظ الذي ذكره المؤلف، وذكره في الإصابة من رواية ابن خزيمة في قصة إسلامه بلفظ غير هذا وفيه إقرار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لحصين حين قال‏:‏ ‏(‏ستة في الأرض وواحدًا في السماء‏)‏ ‏[‏رواه ابن خزيمة في التوحيد ص‏(‏120، 121‏)‏‏.‏‏]‏‏.‏

وأجمع السلف على ثبوت الذات لله وكونه في السماء فيجب إثباته له من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل‏.‏

وقد أنكر أهل التعطيل كون الله بذاته في السماء وفسروا معناها أن في السماء ملكه، وسلطانه، ونحوه ونرد عليهم بما سبق في القاعدة الرابعة‏:‏ وبوجه رابع‏:‏ أن ملك الله وسلطانه في السماء وفي الأرض‏.‏ أيضًا وبوجه خامس‏:‏ وهو دلالة العقل عليه؛ لأنه صفة كمال‏.‏ وبوجه سادس‏:‏ وهو دلالة الفطرة عليه؛ لأن الخلق مفطورون على أن الله في السماء‏.‏